السلاام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاتهومن أنت في هذا الملك الهائل ؟!
اسمع قول رسول الله : { ماالسماء الأولى في السماء الثانية إلا كحلقة في صحراء ،
وما السماء الثانية في السماء الثالثة إلا كحلقة في صحراء ،
وما السماء الثالثة في السماء الرابعة إلا كحلقة في صحراء ،
وما السماء الرابعة في السماء الخامسة إلا كحلقة في صحراء ،
وما السماء الخامسة في السماء السادسة إلا كحلقة في صحراء ،
وما السماء السادسة في السماء السابعة إلا كحلقة في صحراء ،
وما السماء السابعة في العرش إلا كحلقة في صحراء ،
وما العرش في الكرسي إلا كحلقة في صحراء ،
وما الكرسي في كف الرحمن إلا كحلقة في صحراء }
هل تخيلت حجمك في الوجود ؟؟
وهل تخيلت ملك الرحمن ؟؟
بل تخيل .. أن هذا الرحمن الذي غفلت عنه أياما وسنين .. وأعرضت عن بابه .. وعصيته
وما قدرته حق قدره .. ولم تفكر ربما بأن تعيش حياتك من أجله .. يحبك !!
ويرحم حالك ... بل إنه أرحم بك من أمك
ويشتاق إليك .. لتوبتك .. لعودتك
تأمل في تاريخك ... جنيناً .. ثم وليداً .. ثم طفلاً ... وهكذا إلى نهاية العمر ..
حباك ، ورعاك ، وأطعمك ، وسقاك ، وآواك ، وكساك ، وعلمك ، ورباك
ومن بين مخلوقاته اجتباك ، ولخلافته اصطفاك ...
وأعد لك جنة نعيم
انظر في أسمائه الحسنى وتأمل معانيها ..
الرحمن الرحيم .. الغفار الوهاب .. اللطيف الحليم .. الشكور المجيب .. الودود الرؤوف
الصبور الغفور ..
تخيل أنه أسجد الملائكة لك
وطرد إبليس من الجنة لأنه رفض السجود لك
أفتتخذ إبليس وليا من دونه ..؟؟ أتعصي من أحبك ؟؟ وتطيع من عصاك ؟؟؟!!!
{ أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدوّ ؟ بئس للظالمين بدلا }!!
أنجافي من سخر لنا الكون على سعته ؟؟ ونوالي من عاداه ؟؟
{ إني والإنس والجن في نبأ عظيم ، أخلق ويعبد غيري ، أرزق ويشكر سواي !!
خيري إلى العباد نازل وشرهم إلي صاعد .
أتودد إليهم برحمتي وأنا الغني عنهم ، ويتبغضون إلي بالمعاصي وهم أفقر ما يكونون إلي}
لعلك تقول ... كيف يحبنا ويتركنا نعيش بحياة كلها مصائب وشقاء ؟؟!!
هل سألته فمنعك ؟؟ هل التجأت إليه وطردك ؟؟! حاشاه!
{ أهل معصيتي ، لا أقنطهم من رحمتي .. إن تابوا إليّ فأنا حبيبهم ، وإن عصوني فأنا طبيبهم ، أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من المعايب }
لماذا لانعود ؟؟
{ ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون }!!
إنه ينزل إلى السماء الأولى كل يوم ... ينتظر من يستغفره ويرفع حاجته ويسأله ، فيغفر ويعطي ويجيب ..
فماذا تفعل أنت حين يأتي هو إليك ؟؟ بعظمته وقدرته وقدره
نائم أم غافل ؟؟ مع من تركت قلبك ؟ مع من أمره بيد الله ؟ مع فقير مثلك إلى الله ؟؟
لقد جعل لك السيئة بمثلها ، والحسنة بعشرة .. حبا لك
{ الحسنة عندي بعشر أمثالها وأزيد ، والسيئة عندي بمثلها وأعفو }
ومع ذلك .. مع كل بعدك وعصيانك ... يشتاق إليك
قال محبك :
{ لو يعلم المدبرون عني شوقي لعودتهم ، ورغبتي في توبتهم ، لذابوا شوقا إلي }
وإذا أحبك نادى جبريل { يا جبريل ، إني أحب فلاناً فأحبه } فلانا ؟؟ باسمك .. وينادى في السماء أن الله يحبك فيحبك أهل السماء . ويوضع لك القبول في الأرض
أرأيت ؟؟ إن حبه لك .. أكبر بكثير من حبك له !!
فإذا تقربت إليه شبراً تقرب إليك ذراعاً ، وإن تقربت إليه ذراعا ، تقرب إليك باعا ، وإن أتيته تمشي أتاك هرولة ...
وفي كل يوم ... يسأل البحر مولاه بأن يغرقك وتسأله الأرض بأن تبتلعك بعصيانك وصدك وإعراضك
فيقول محبك لمخلوقاته { دعوهم ... لو خلقتموهم ... لرحمتموهم }!
يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل
ويسمعك في كل حين ... ويرفع دعاءك وحاجتك في أي وقت
فتدعه بقدرته ... لتذهب لمن لايملك لك لولاه شيئا .. فإذا أعطاك الضعيف شيئا .. رحت تشكره وتمدحه وتدين له بحياتك ... ولاتعطي من ذلك شيئا لمالك كل شيء !!
ولمن أنت وغيرك تحت سلطته ورحمته
فيا عجبا لأمرك !!
لكن !!
{ ألم يأنِ للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحقّ } ؟؟؟!!
{ قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم .. لا تقنطوا من رحمة الله ، إنّ اللهَ يغفرُ الذنوب جميعاً ، إنه هو الغفور الرحيم }
{يا ابن آدم إني لك محبّ ، فبحقي عليك ، كن لي محبا}
إنه بانتظارك دائما . لتعود إليه !! .. لتتوب إليه!!
{ من أتاني منهم تائبا ، تلقيته من بعيد ، ومن أعرض عني ناديته من قريب ، أقول له
أين تذهب ؟؟؟
ألك ربٌّ سواي ؟؟ }
كيف يحميك من لايملك حماية نفسه ؟؟
أين تذهب ؟؟ لمن تذهب ؟؟ وكل مافي الكون له وحده .. فكن له وحده
(مالكم كيف تحكمون )؟؟؟
أما آن للحبيب أن يلقى حبيبه ؟؟؟
أيا من نسيت الله دهرا
وملت عن الهدى والموت داني
فإني لا أزال هنا قريبا
مجيب المستجير إذا دعاني