قصة الأمس
فاضت الأنهار
لتفرغ ما بجعبتها
من أسرار الربيع
ماتت آخر دمعة حب
على جدران الزمن
وجفت آخر بصمة
حبر بين طيات الأيام
بين تغريد البلابل
وأغاني المطر
ضاعت تلك الفتاة
الفتاة التي رسمت
من الضباب ملامح
رجل الأحلام
فتلاشى وبقيت
أسيرة للأوهام
تحت رذاذ المطر
تمشي وحيدة تعيسة
وكل دمعة تلمع في مقلتيها
تحكي عن قصة الم
عاشتها في دوامة الحياة
وكل ابتسامة
ماتت على شفتيها
تضفي إلى وجهها
علامة يأس
تمشي وحيدة
وتلامس أناملها الناعمة
تلك الورود البيضاء
المتلألئة برذاذ المطر
تخاطبها:
ياليتني مثلك
أيتها الوردة البيضاء
تغسلني حبات المطر
من خطاياي
وعلى ضفاف
بحيرة الأمل
جلست تحكي للبلابل
أسرارها الدفينة
داخل قوقعة الزمن
حبست نفسها
قوقعة أحلك من ظلام الليل
حبست فيها نفسها
أودعت أسرارها
لدى أسراب البلابل
فطارت وبجعبتها
مفتاح هذه الفتاة
التي انطوت
تحت نحيب السماء
حكت قصة الأمس الحزين
وعانقت أحضان
الطبيعة الجرداء
تحت رذاذ المطر
أوعدت مفتاح قلبها
لأسراب البلابل
لتدفن قصة
رجل الضباب
تحت أجنحتها
وقالت للحب
ارحل ***ارحل
فأنت أخطأت العنوان
فأنا فتاة الورود
أعيش مع رجل الضباب
في جزيرة الأحلام
جزيرة وردية الألوان
ارحل ***ارحل
يا حب
فأنت أخطأت العنوان
بقلمي
تحياتي
الوردة البيضاء